أغنية المتفرد

 لا عدواً ولا صديقاً لك أيها الوحيد

لا حبيباً لا صديقاً يا صاحب العقل الشريد
أيها الغراب الأمهق وسط الغربان السود
لا أحد يفهم ألامك أو يفهم غبطتك حين تكونُ سعيد
يمر عليك الوقتُ متشابهاّ كالمحيطين بك
فإلى ما تسعى وما عساك أن تُريد
لم يعد باستطاعتك أن تكره ولا أن تحب
ولم تعد تملك عن المراقبةَ أن تُزيد
 وبالرغم من ذلك نعلم جيداً
أنك كنتَ فيما مضى عنيد
ولعلك سعيتُ للتغيير والتجديد
ولكنك الأن تُراقب وتكتفي بالمشاهدة
ولربما سخرتَ منهم، لربما أضحكوك بالتأكيد
لربما أضحكوك حين أدانوك
أو حين احتقروك وسعوا إلى أن يذلوك
ولربما أضحكوك حين مدحوك
ودعوا لك بالعمر المديد
لربما سألت نفسك
هل لمدهم قيمة أو لذمهم قيمة ؟
ولربما لم تعد تخشى حتى التهديدَ والوعيد
******
نسيتهم أنت فنسوك
وها أنت ذا وحدك في حجرتك القديمة
تُقلبَ صفحاتُ كُتبك بشغف
وأحياناً أخرى تُقلبها بتنهيد
ولو تركت حجرتك قاصداً المقاهي المزدحمة
فستظلُ برغم ازدحامها وحيد
فلا أنت تراهم ولا هم يروك
فمهما كنتَ منهم قريباً تظل عنهم بعيد
ثم لحجرتك تعودُ بعد أن تنفذ جنيهاتك القليلة
تعودُ لتحدث ذاتك بلا كلل
بعد أن اعتدت مصاحبة الملل
تعودُ وتفكر في قادم المواعيد
هل يمكن أن تحمل أيَ جديد ؟
لكن سريعاً تتراجع عن هذا الأمل
فغيابهُ أفضل من خيبتهُ
ثم تعود وعلى ذاتك تُعيد
إن غيابهُ أفضل من غيبتهُ .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شذرات

2016